الرئيسية / جنس / الأخطاء الشائعة بالاعتقادات الجنسية (2 / 2)

الأخطاء الشائعة بالاعتقادات الجنسية (2 / 2)

…. /  الكاتب د. لؤي خدام

  تسيطر على وظائفنا الجنسية العديد من الأفكار والمعتقدات الخاطئة. ويؤدي هذا إلى العديد من الاختلالات بالوظيفة الجنسية.

 و نظرا لصعوبة التكلم بمثل هذه المواضيع يندفع البعض لإعطاء المعلومات الغير صحيحة والترويج للخرافات والأخطاء.

 هذه الخرافات تنزرع بالمعتقدات و يصبح من الصعب تقويمها. وعندما نرى كيف يمكن لمعلومة صحيحة أن تنقذ العديدين من آلامهم يدفعنا الأمر لبذل أكبر جهد لإيصال تلك المعلومة لأكبر عدد ممكن.

اهتم بهذا الأمر كتاب G Legman : Psychanalyse de l’Humour erotique

و أظهر كيف أن بعض الأفكار الخاطئة تنتقل من جيل لآخر دون أن يكون لها أساسا من الصحة ودون أن تتعدى كونها مجرد فكاهة. يأخذ هذا الكتاب العديد من المعتقدات المغلوطة ويظهر ما الذي فعلته بها التنقلات التاريخية والحضارية إلى أن وصلتنا بهذا الشكل الخاطئ.رأينا في الجزء الأول:

الأخطاء الشائعة بالاعتقادات الجنسية 1/2

1 ـ الاحتلام الليلي والإطلاق العفوي للمني هو دليل اضطراب جنسي.

2 ـ لا يمكن للمرأة أن تصل إلى الأورغازم ـ ذروة النشوة الجنسية ـ الليلية.

3 ـ يفضل للرجل والمرأة أن يصلا للأورغازم معاً ليكتمل التوافق بينهما.

4 ـ حول خطورة ممارسة الجنس أثناء الطمث.

5 – الامتناع عن النشاط الجنسي يحفظ الصحة.

لنتابع سرد هذه الأخطاء:

6 ـ يوجد فرق بين النشوة أو الأورغازم المهبلي والأورغازم البظري

المعتقدات البالية ما زالت حاضرة بأذهان العديدين فيما يخص هذا السؤال الأزلي.

في الواقع، إن الوصول لمرحلة النشوة (الأورغازم) يتم نتيجة مجموعة من المحرضات والتي تشمل عدة أعضاء حسية. ومن بينها اللمس الذي يشكل أكثر الأمور التي تستقطب الفكر. هذا الأمر متعادل بين النساء و الرجال. فهل يخطر على البال أن نتساءل في أي منطقة من قضيب الرجل يبدأ عنده الأورغازم؟

بجميع الأحوال، تصف غالبية النساء البظر بأنه أكثر منطقة بجسمهن تستقطب المحرضات الجنسية، ومن الناحية العلمية يمكن تفسير هذا الأمر بأن البظر غني بالنهايات الحسية بشكل أغزر من المهبل. وحتى في الحالات التي تشعر بها المرأة برغبة في الإيلاج، ناتجة غالبا عن عملية تحريض البظر. ولكنها ستشعر بالخذلان عندما تتوقف عملية تحريض البظر. وتتولد لديها الرغبة بأن يُحدث عندها الإيلاج المهبلي نفس التحريض البظري.

بسبب نقصان التحريض المهبلي، بالمقارنة مع التحريض البظري، تحاول المرأة البحث عن وسائل أخرى للبقاء بحالة متعة مستمرّة فتبحث عن محرضات أخرى، أو تهيج مخيلتها والـ “الفانتازم” الجنسي حول عملية الإيلاج..

ليت متعة الإيلاج لوحدها ما يوصلها لمرحلة الأورغاوم. ولكن أيضا إحساسها بأنها مرغوب بها عندما يضمّها شريكها لصدره فتطير بها رائحة الإثارة من جسد الآخر.

(لمزيد من المعلومات عن البظر يمكن  استشارة الموضوعين  الذي سنتحدث فيهما عن الفرج  والمهبل)

7 ـ لا يمكن للمرأة أن تتمتع بأكثر من أورغازم:

هذا أيضا من المعتقدات الخاطئة السارية بأوساط المقبلين على الحياة الجنسية.

صحيح أن الرجل بعد أن يصل لمرحلة الأورغازم ويقذف لا يمكنه أن يعاود الكرة مباشرةً. على عكس المرأة التي لا تحتاج لهذه الفترة الزمنية التي تلي الأورغازم. إذ يمكنها أن تتابع تمتعها بالجماع ويمكنها أن تشعر بعدة مرات بالأورغازم. حتى أن بعض النساء يمكنهن أن يتمتعن بها عشر مرات.

عندما أعلنت الأبحاث عن التصرف الجنسي عن هذه الإمكانية غيّر ذلك من المعتقدات البالية بأن الرغبة الجنسية عند المرأة أقل من رغبة الرجل. حتى أن بعض الرجال اعتبروا هذا الاكتشاف تهديدا لهم، في الوقت الذي ولّد عند النساء شعورا مختلفا، فبعضهن لم يتمكنّ من تجربة هذا الارتكاس الجنسي فشعرن بالخذلان، أما البعض الآخر فقد تخوّفن من أن يتهمهن الرجال بالشبق “الحاجة الجنسية الزائدة” Nymphomanes”.

في حين شعرت النساء اللواتي سبق لهن التمتع بالأورغازم عدة مرات بالارتياح، حاولت أخريات البحث والحصول على الأورغازم عدة مرات معتقدات أن هذا سيجلب متعة زائدة. لكن الحقيقة أن الجنس مثل الأكل، فرغم أننا نسر بالأكل الزائد، لكن الجوع هو وحده الذي يعطينا الرغبة بالطعام، وبالتالي لا يوجد مبرر يدفع للبحث عن الأورغازم المتعدد، فغالبا ما تكفي الأروغازم الوحيدة للإيصال لمرحلة الإشباع، وبالتالي لا فائدة من أن يثير الرجال هذه النقطة بحجة معرفتهم بنساء سابقات ذوات أورغازم متعدد.

يعاني بعض الرجال من صعوبة بتفهم شريكاتهم الراغبات بمتابعة العملية الجنسية بعد أول أورغازم. الشراكة تقتضي أن يماشي الشريك شريكه حتى يصل إلى درجة الاكتفاء بشتى الطرق.

 8 ـ  غياب البكارة يثبت عدم عذرية الفتاة، وتمزقه مؤلم:

البكارة هي عبارة عن غشاء رقيق يوجد على مدخل المهبل. يتنوع هذا الغشاء بشكله كثيرا من فتاة لأخرى.

تولد بعض الفتيات دون بكارة، وغشاء البعض الآخر قليل التطور، أو مطاطي يسمح بدخول الأجسام الصغيرة دون أن يتمزّق، ومن هنا يستحيل التأكد من عذرية الفتاة وعمّا إذا كانت قد تعرضت لعملية جماع مع إيلاج.

يقلق الكثير من الرجال والنساء من الجماع الأول، ويخشون أن يسبب هذا الجماع ألما نتيجة تمزق الغشاء، وغالبا ما يسبب هذا الجماع الأول بعض النزف نتيجة تمزق الغشاء، هذا النزف هو مصدر فخر للرجل الذي يريد إثبات فحولته وبكارة شريكته.

كما قد يحدث عند بعض النساء تثبيط نفساني غير إرادي يسبب تشنجا دائما للعضلات التي تحيط بفتحة المهبل.

في الواقع فإن 90% من الفتيات لا يشعرن بأي ألم لدى الجماع والإيلاج الأول. تهيئة  الفتاة نفسيا، ومدى معرفتها بجسمها بفضل المداعبة التي اعتادت عليها يسهل الأمر.

حتى وإن حصل ألم، فالأمر لن يتعدى ألما طفيفا مثل أي ألم نتيجة خدش بسيط ويختفي هذا الألم فورا بعد الجماع.

من المهم أن يأخذ الشريكان وقتهما بالقيام بعملية الإيلاج بنعومة وعلى عدة محاولات، فليس الهدف النجاح من أول مرة. المحاولات المتكررة تسمح بإرخاء العضلات المحيطة بالفرج وبكل مرة وبالتالي تزيد من المتعة.

9  ـ  تنقص المقدرة الرياضية لدى ممارسة الجنس قبل المباريات بيوم:

واحد من أكثر الخرافات التي ما تزال تعشش بالفكر تنص على أن ممارسة الجنس يؤثر على المقدرة الرياضية.

في البداية كان سبب هذا الاعتقاد الخاطئ أن الجنس هو قذارة وعدم نقي يؤثر على الصحة أكثر من أثره الفيزيائي. ولذا كان يعتقد أنه يفضل المحافظة على نقاء الرياضة ووقايتها من أي أمر قذر.

وبعدها كان يعتقد أن المني غني بالبروتين، وفقدان هذا البروتين لدى القذف هو ضياع للطاقة، وبالتالي نقص في المقدرة الرياضية.

بالطبع ليس لكل هذا أي أساس من الصحة, وبالعكس، ينصح الرياضي بالاحتلام قبل المباريات على الأقل لكي ينقص من حالة الشدة والتوتر ولكي يستطيع أن يبذل كل مجهود ممكن.

ممارسة الجنس ليس له أية عواقب، مثله مثل التمرين الرياضي في اليوم السابق للمباريات أو مثل الإحماء في بدايتها.

 10 ـ حجم القضيب له دور بالرضى  الجنسي.

الحقيقة أن طول القضيب لا يلعب أي دور بمقدرة الرجل على إكفاء الرغبة الجنسية عند شريكته.

الدراسات التي خصّت حجم القضيب، أظهرت فروقا بهذا الحجم، بالطول وبالثخانة، فقط في حالة الراحة.

هذا الفرق يصبح قليل الأهمية وغير نوعي عند الانتصاب. القضيب الصغير قد يتطاول أثناء الانتصاب بشكل أهم من القضيب الكبير.

تبقى مقارنة ومعرفة الرجال بطول القضيب الطبيعي أثناء الانتصاب محدودة. فهم إن رأوا الحالة عند زملائهم فسيكون ذلك خارج فترة الانتصاب، وبالتالي لا يعطي هذا فكرة صحيحة.

لذا يلجأ الشباب لمقارنة حجم القضيب بما يرونه على الشاشة التي تعرض الأفلام البورنوغارفية، ويتناسوا بهذا الشكل أن الممثلين المشاركين بهذه الأفلام قد تم انتقاؤهم لأن حجم قضيبهم المنتصب يخرج عن الحدود الطبيعية.

والحقيقة أن الشريكة لا تستفيد من طول قضيب شريكها من ناحية المتعة الجنسية. فالمراكز الحساسة عندها تتوضع بالفرج وأشفاره وبالبظر وبالثلث الأسفل من المهبل، وبعضلات العجان. تسرّها حركة الذهاب والإياب فقط بمدخل الفرج. وصول القضيب لعمق المهبل لا يحدث عندها ارتكاسا جنسيا، ربما فقط من الناحية النفسية.

تعج عيادات أطباء الجنس بالرجال الذين يشكون من أن صغر قضيبهم هو ما يكمن وراء عجزهم، أو وراء القذف المبكر، ووراء نقصان الارتكاس الجنسي عند الشريكة.

هذا الخطأ الشائع هو مصدر قلق للعديد من الرجال ومنهم المتزوجون والذين رزقوا بعدة أطفال. وغالبا ما تصدر هذه الشكوى عن الرجل، في حين أن المرأة لم يسبق لها أن أثارت الموضوع، بل على العكس، قد تصرح الشريكة بأنها تحصل على المتعة الكافية وترضى بها.

ورغم إعطاء المعلومة الصحيحة يبقى من الصعب إقناع صاحب العلاقة أن مشكلته غير واقعيّة، و تبقى معاناته كبيرة. وعندما يكتشف أنه أخطأ تبقى جروحه عميقة ولن يتردد بالبحث عن شتى الوسائل التي يمكنها أن تزيد من طول قضيبه رغم يقينه أن هذا ليس أكثر من إمكانية خيالية.

بالمقابل يمكن أن نلاحظ مشكلة مماثلة عند الفتاة أو السيدة التي تعتقد أن ثدييها كبيرين ويجب تصغير حجمهما، أو العكس. رغم أن هذا الأمر في الواقع ليس أكثر من موضة العصر. فلا ترى حولها سوى الأثداء الكبيرة فتحاول إخفاء صدرها. وعندما تصحح هذه الحالة جراحياً، تنطلق حرّة وتضع ثدييها بوسط المشهد وتستكشف الشكل الجديد لجسمها بعد أن كانت تلجأ للاختباء وتغطية ثدييها الذين كانا مصدرا للخجل، ومولدا للشعور بالنقص.

11 ـ بعض المواد مثيرة للرغبة الجنسية :Aphrodisiaque

منذ قديم العصور لم يملّ الرجال ولا النساء من البحث عن المركبات الكيميائية أو الطبيعية السحرية التي تزيد من الرغبة الجنسية، أو تحسن من المقدرة والنتيجة الجنسية.

لم تظهر التحاليل الكيميائية أن تعزل أي مادة فعّالة يمكن أن تتمتع بأثر على الآلية المعقدة للتهيج الجنسي و لا للأورغازم. سواء أكان الأمر عند الرجل أو عند المرآة.

تم اكتشاف بعض المواد التي يمكن استعمالها عن طريق الحقن، وأحيانا الحقن المباشر بالقضيب، أو عن طريق الفم، هذه المواد الدوائية تساعد على الانتصاب عند الأشخاص الطبيعيين. ولا تخلوا من بعض الأخطار الملموسة. ومازالت الأبحاث متواصلة للتحسين من فعالية هذه المواد والإقلال من أخطارها.

نعود ونذكر بأن هذه المواد الدوائية تؤثر على الانتصاب وتحسنه، ولكن ليس لها ولا بأي شكل من الأشكال أي أثر على الرغبة الجنسية أو على المتعة، وفعاليتها محدودة لا تمتد للحالات التي يكون الاضطراب الجنسي عميق الجذور أو ناتج عن اختلال في العلاقة بين الشريكين.

تغص الأسواق بالعديد من المركبات التجارية التي تدّعي بمقدرتها على تحسـين الــــــــــرغبـــة الجنسية أو الانتصاب.

ومن دراسة هذه المواد بشكل علمي وموسّع، يمكن أن نستخلص أنه لا يوجد حتى اليوم أي مادة فعّالة بشكل ملموس، يمكنها أن تؤثر على الرغبة الجنسية الإنسانية.

حتى وإن وجدت مادة سحرية قادرة على تحسين المقدرة الجنسية، لن تستطيع أن ترغّب الرجل بزوجته التي أصيبت بالبدانة أو تمنعه من الشعور بالذنب من خيانة زوجته أو لإكمال أثارتها. ولا يمكنها أن تعوض عن المحبة بين الزوجين أو الشريكين ولن تبعد عنهما الخلافات الزوجية.

الدعاية التجارية الكاذبة تقوم بتعقيد الأمور بأن تغرس في المعتقدات إمكانية وجود مادة كهذه، وتستغل الدعاية بهذا الشكل سذاجة البعض وتزيد من الطين بلة، ويصبح معها من الصعب إيجاد الطريقة التي تسمح بالترابط والتواصل بين المريض وطبيبه.

وفي الواقع، يفضل البحث عن السبب الحقيقي الذي أنقص من الرجولة أو المقدرة والشهوة الجنسية بدل تضييع الوقت في البحث عن مادة غير موجودة.

ومن المفيد والمفضل أن نقف وجها لوجه أمام المشكلة الحقيقية. ونحاول تحليل أسبابها النفسية. وتحسين الروابط العاطفية بين الشريكين.

سنحاول في الأعداد القادمة تفصيل بعض الأخطاء الشائعة على حدة ومن بينها

-ممارسة الجنس أثناء الحمل و بعده

ملاحظة: إن وجدت في هذا الموضوع فائدة علمية، فقم بنشر الرابط إليه  في المنتديات وبين الأصدقاء.

_________________________

المصدر

Guide d’éducation sexuelle

Réjean TREMBLAY,

  1. BESLOT, M. DAL MORO, M GUINARD, O LAGACHERIE, H TROMBERT

Centre international de Formation et de recherche en sexologie

Guide d’éducation sexuelle

Réjean TREMBLAY,

  1. BESLOT, M. DAL MORO, M GUINARD, O LAGACHERIE, H TROMBERT

Centre international de Formation et de recherche en sexologie

المركز العالمي للتدريس و للأبحاث في علم الجنس